کد مطلب:167991 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:140

انضمام زهیر بن القین إلی الرکب الحسینی
قال الدینوری: (ثُمَّ سار حتّی انتهی إلی زَرود، فنظر إلی فسطاط مضروب، فسأل عنه، فقیل له: هو لزهیر بن القین. وكان حاجّاً أقبل من مكّة یرید الكوفة، فأرسل إلیه الحسین: أَنْ الْقَنی أُكَلِّمْكَ.

فأبی أن یلقاهُ! وكانت مع زهیر زوجته، فقالت له: سبحان اللّه! یبعث إلیك ابن رسول اللّه (ص) فلاتجیبه!؟

فقام یمشی إلی الحسین علیه السلام، فلم یلبثْ أن انصرف وقد أشرق وجهه! فأمر بفسطاطه فقُلِعَ، وضُرب إلی لزِق فسطاط الحسین!

ثُمّ قال لامرأته: أنتِ طالق! فتقدّمی مع أخیكِ حتّی تصلی إلی منزلك، فإنّی قد وطّنتُ نفسی علی الموت مع الحسین علیه السلام!

ثم قال لمن كان معه من أصحابه: من أحبَّ منكم الشهادة فَلْیُقِمْ، ومن كرهها فلیتقدّم.

فلم یُقم معه منهم أحد! وخرجوا مع المرأة وأخیها حتّی لحقوا بالكوفة). [1] .

وروی الطبری فی تأریخه عن رجل من بنی فزارة قال: (كُنّا مع زهیر بن القین


البجلی حین أقبلنا من مكّة نسایر الحسین! فلم یكن شیء أبغض إلینا من أن نسایره فی منزل! فإذا سار الحسین تخلّف زهیر بن القین، وإذا نزل الحسین تقدّم زهیر! حتّی نزلنا یومئذٍ فی منزل لم نجد بُدّاً من أن ننازله فیه، فنزل الحسین فی جانب ونزلنا فی جانب، فبینا نحن جلوس نتغدّی من طعام لنا إذا أقبل رسول الحسین حتّی سلّم ثُمَّ دخل، فقال: یا زهیر بن القین، إنّ أبا عبداللّه الحسین بن علیّ بعثنی إلیك لتأتیه.

قال فطرح كلُّ إنسان ما فی یده حتّی كأننا علی رؤوسنا الطیر!). [2] .

ثم یواصل الطبری قصة هذا الحدث قائلاً: (قال أبومخنف: فحدّثتنی دلهم بنت عمرو إمرأة زهیر بن القین قالت: فقلت له: أیبعث إلیك ابن رسول اللّه ثمّ لاتأتیه!؟ سبحان اللّه، لو أتیته فسمعتَ من كلامه ثمّ انصرفتَ!

قالت: فأتاه زهیر بن القین، فما لبث أن جاء مستبشراً قد أسفر وجهه! قالت: فأمر بفسطاطه وثقله ومتاعه فقُدِّم وحُمل الی الحسین! ثُمّ قال لامرأته: أنت طالقٌ، إلحقی بأهلك فإنّی لاأُحبُّ أن یُصیبك من سببی إلاّ خیر!

ثمّ قال لاصحابه: من أحبَّ منكم أن یتبعنی وإلاّ فإنّه آخر العهد!

إنّی سأحدّثكم حدیثاً: غزونا بَلَنْجَر [3] ففتح اللّه علینا، وأصبنا غنائم، فقال لنا سلمان الباهلیّ: [4] أفرحتم بما فتح اللّه علیكم وأصبتم من المغانم؟

فقلنا: نعم.

فقال لنا: إذا أدركتم شباب [5] آل محمّد فكونوا أشدّ فرحاً بقتالكم معهم بما


أصبتم من الغنائم. فأمّا أنا فإنّی استودعكم اللّه!..). [6] .

وفی روایة السیّد ابن طاووس (ره) أنّ زهیر بن القین (رض) كان قد قال لزوجه فیما قال لها: (وقد عزمتُ علی صحبة الحسین علیه السلام لافدیه بنفسی، وأقیه بروحی. ثمّ أعطاها مالها، وسلّمها إلی بعض بنی عمّها لیوصلها إلی أهلها، فقامت إلیه وبكت وودّعته وقالت: كان اللّه عوناً ومعیناً، خار اللّه لك، أسألك أن تذكرنی فی القیامة عند جدِّ الحسین علیه السلام!...). [7] .


[1] الاخبار الطوال: 246-247.

[2] تأريخ الطبري، 3:303.

[3] مدينة ببلاد الخزر.. قالوا: فتحها عبدالرحمن بن ربيعة، وقال البلاذري: سلامان بن ربيعة الباهلي (راجع: معجم البلدان، 1:489).

[4] في الارشاد: سلمان الفارسي بدلاً من سلمان الباهلي، وسيّد شباب آل محمّد9 بدلاً من شباب آل محمّد9؛ وينبغي التنبيه أنّ الشيخ المفيد(ره) علي ظنّ قويّ ينقل هذه الرواية عن تأريخ الطبري نفسه، للمطابقة التي تكاد تكون تامة بين النصّين، فلعلّ ما نراه في نسخ تأريخ الطبري الحديثة من تبديل سلمان الفارسي بسلمان الباهلي، وشباب مكان سيّد شباب من التحريفات المتعمّدة التي تجري علي قدم وساق في السنين الاخيرة خاصة!؛ وفي مثير الاحزان: 47 (فقال لنا سلمان رضي اللّه عنه!) وهي ظاهرة في أن المقصود هو سلمان الفارسي، كما نصّ عليه الفتّال النيسابوري أ يضاً في روضة الواعظين: 153، والخوارزمي في المقتل، 1: 323 عن ابن أعثم الكوفي، وفيه: (إني كنت غزوت بلنجر مع سلمان الفارسي..)، ونصّ عليه ايضاً ابن الاثير في الكامل، 3:277 وفيه أيضاً (إذا أدركتم سيّد شباب أهل محمّد).

[5] في الارشاد: سلمان الفارسي بدلاً من سلمان الباهلي، وسيّد شباب آل محمّد9 بدلاً من شباب آل محمّد9؛ وينبغي التنبيه أنّ الشيخ المفيد(ره) علي ظنّ قويّ ينقل هذه الرواية عن تأريخ الطبري نفسه، للمطابقة التي تكاد تكون تامة بين النصّين، فلعلّ ما نراه في نسخ تأريخ الطبري الحديثة من تبديل سلمان الفارسي بسلمان الباهلي، وشباب مكان سيّد شباب من التحريفات المتعمّدة التي تجري علي قدم وساق في السنين الاخيرة خاصة!؛ وفي مثير الاحزان: 47 (فقال لنا سلمان رضي اللّه عنه!) وهي ظاهرة في أن المقصود هو سلمان الفارسي، كما نصّ عليه الفتّال النيسابوري أ يضاً في روضة الواعظين: 153، والخوارزمي في المقتل، 1: 323 عن ابن أعثم الكوفي، وفيه: (إني كنت غزوت بلنجر مع سلمان الفارسي..)، ونصّ عليه ايضاً ابن الاثير في الكامل، 3:277 وفيه أيضاً (إذا أدركتم سيّد شباب أهل محمّد).

[6] تأريخ الطبري، 3:303؛ والارشاد: 203.

[7] اللهوف: 31.